تباينت ردود الأفعال بالوسط الفني إزاء حكم الإعدام الذي صدر بحق رجل الأعمال
هشام طلعت مصطفى، وضابط الشرطة محسن السكري، بعد إدانتهما بقتل المطربة اللبنانية
سوزان تميم.
وفى الوقت الذي دعت فيه الفنانة حنان ترك القاتلين إلى الصلاة، رأت الفنانة
المغربية ليلى غفران أن باب التوبة مازال مفتوحا أمامهما قبل تنفيذ الحكم، فيما
استبعد الفنان نور الشريف والفنانة يسرا تنفيذ الحكم.
وقالت حنان ترك -في تصريحات لموقع "mbc.net"- "أطالب هشام طلعت ومحسن السكري
بالصلاة، وتكثيف الدعاء إلى رب العرش؛ لأن كلا منهما لو كان مظلوما بالفعل -كما
يقول- فسيقف الله بجواره، وإذا كان ظالما فبالتأكيد سيتم تنفيذ الحكم، وفي هذه
الحال سنصفق جميعا للحكم؛ لأنه عقاب عادل على قتل نفس بشرية بصرف النظر عن
الأسباب".
بدورها، قالت الفنانة المغربية ليلى غفران "منذ الحكم على قاتل ابنتي بالإعدام،
وأنا أنتظر الحكم في قضية سوزان تميم، لينال كل مفتر وظالم جزاءه".
وأضافت أنها أصبحت مقتنعة بأن النطق بالإعدام يُعتبر راحة نفسية لأهل المجني
عليه؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وليعرف الجميع ضرورة التفكير عشرات المرات قبل
الإقبال على إنهاء حياة "بني آدم" بمنتهى السهولة، وليعرف قاتلا سوزان أيضًا ما
معنى الموت، لذلك يجب عليهما التوبة إلى الله تعالى إزاء ما اقترفته أيديهما.
ويشاركها الرأي الفنان نور الشريف، مستشهدا بقول الله تعالي: (ولكم في القصاص
حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون)، معتبرا هذا الحكم بمثابة جرس إنذار إلى مزهقي
النفس البشرية، الذين لا يضعون في أذهانهم شيئا سوى مصالحهم وأنفسهم، وينسون مشاعر
الناس وجروحهم.
توقعات بعدم التنفيذ
نور الشريف شدد -في تصريحاته لموقع "mbc.net "- على أنه برغم تأييده للحكم، إلا
أنه يتوقع عدم تنفيذه، استنادا إلى عدم صمت محامي المتهمين.
من جانبه، أعرب الفنان محمود عبد العزيز عن تعاطفه مع أسرتي المتهمين، وقال إنه
يفكر في مصير أبنائهما، خاصة بعد نظرة المجتمع لهم بصفتهم أبناء قاتلين.. فكيف
سيواجهون مصيرهم؟.
غير أن الفنان المصري عاد وقال إنه يشعر بأن الحكم لن يتم تنفيذه؛ لأن القضية
ليست صغيرة، فالمجني عليها فنانة معروفة، وأحد المتهمين من المشاهير؛ لذا أتوقع أنه
خلال مدة النقض ستحمل القضية أبعادا جديدة لم يتوقعها أحد، وربما يخرج المتهمان
بأقل حكم.
وعلى صعيد مواز، قالت الفنانة يسرا إنها قرأت كثيرا المذكرة التي قام بإرسالها
محسن السكري لمفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، وشعرت بأن بها بعض الصدق، خاصة
في موضوع البصمات العديدة الموجودة في شقه المجني عليها.
وأضافت لذلك يراودني الأمل في أنه خلال الستين يوما -وهي المدة القانونية للنقض-
أن تكون الحقائق كلها أمامنا، وألا يُظلم أحد، وأن ينال كلُّ جزاءه.
وكانت محكمة جنايات جنوب القاهرة قضت الخميس 25 يونيو/حزيران بإعدام رجل الأعمال
البارز هشام طلعت مصطفى، وضابط الشرطة السابق محسن السكري؛ بعد إدانتهما بقتل
الفنانة اللبنانية سوزان تميم في دبي.
جاء الحكم بعد موافقة فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، على اعتبار
أن المتهمين أدينا بإزهاق نفسٍ بشريةٍ بغير حق.
وقال رئيس المحكمة المستشار المحمدي قنصوة -في نص الحكم- "بعد الاطلاع على رأي
فضيلة المفتي، وعلى مواد قانون العقوبات، وقوانين الأسلحة والذخائر، والمرافعات،
وبعد المداولة، حكمت المحكمة حضوريًّا بإجماع الآراء بمعاقبة المتهمين بالإعدام عما
نُسب للأول بالتهمة، وعما نسب للثاني بالتحريض".